العقارات والمنازلتحقيق

أزمة السكن في برشلونة وكتالونيا: الأسباب، التأثير، والحلول الممكنة

لا توجد تعليقات

2024/11/29

تشهد برشلونة وإقليم كتالونيا أزمة سكنية متفاقمة تسببت في ضغوط كبيرة على سوق الإسكان. تتركز التحديات الرئيسية في نقص المعروض من المنازل بأسعار معقولة، ارتفاع تكلفة الإيجارات والشراء، وصعوبة الوصول إلى ملكية المنازل، مما يؤثر بشكل خاص على فئات الشباب ومتوسطي الدخل.

أسباب الأزمة

أسعار الإيجارات زادت بنسبة كبيرة على مدى العقد الأخير، حيث أصبح استئجار شقة صغيرة في برشلونة يتطلب نحو نصف دخل الأسرة المتوسط.
تعود أسباب الأزمة إلى نقص العرض العقاري الناتج عن تعقيدات الإجراءات البيروقراطية ونقص الأراضي المتاحة للبناء.

خوسيب سانتيا، مدير اتحاد المطورين العقاريين في كتالونيا، صرّح بأن الإجراءات البيروقراطية الصارمة تعيق بناء المنازل الجديدة، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة السكن بشكل مستمروأشار إلى أن كتالونيا تحتاج إلى بناء أكثر من 15,000 منزل جديد سنويًا لتلبية الطلب الحالي، ولكن يتم بناء أقل من ذلك بكثير

أحد الأسباب الرئيسية للأزمة هو النقص في القوى العاملة المؤهلة في قطاع البناء، مما يؤخر المشاريع الجديدة ويؤدي إلى استمرار ارتفاع الأسعار.

إضافة إلى استخدام العديد من العقارات كبيوت ثانية أو لعروض الإيجار السياحي القصير عبر منصات مثل Airbnb H أو عبر منصات مختلفة، ما يحد من الإيجارات طويلة الأمد، اضف الى ذلك المستثمرين الدوليين الذين يرفعون الطلب على العقارات وتاليا على الأسعار، وهذا توجه إدى إلى التركيز على الاستثمار في العقارات كأصول مالية بدلاً من توفير السكن.
من جهته، أكد جوردي مايورال، وزير الإسكان في الحكومة الكتالونية، أن الحكومة تعمل على إصلاح سياسات الإسكان من خلال تنظيم منصات الإيجارات السياحية وتقديم خطط دعم للمستأجرين. كما أشار إلى الحاجة لمزيد من الاستثمار في الإسكان الاجتماعي لمساعدة الفئات الأقل دخلا.

عامل آخر أثر بشكل سلبي على توافر السكن المناسب هو الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة، فتداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية على أوكرانيا، فاقمت التضخم وتاليا الأوضاع الاقتصادية للعائلات، مما زاد من صعوبة تحمل تكاليف الإسكان.

العامل الأخير هو  نقص البنائين، فقد أشار العديد من خبراء الإسكان إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة هو النقص في القوى العاملة المؤهلة في قطاع البناء، مما يؤخر المشاريع الجديدة ويؤدي إلى استمرار ارتفاع الأسعار.

تأثير الأزمة

تُعد الفئة الشبابية الأكثر تضررًا من أزمة السكن في كتالونيا، حيث يواجه الشباب صعوبات متزايدة في تحقيق الاستقلال بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. انخفضت قدرتهم على شراء أو حتى استئجار منازل بأسعار مناسبة، مما دفع العديد منهم إلى البقاء في منازل عائلاتهم لفترة أطول.

كما شهدت برشلونة موجة هجرة داخلية نحو الضواحي والمناطق المحيطة بها، حيث يبحث السكان عن خيارات سكنية أقل تكلفة. ومع ذلك، فإن هذه المناطق بدأت هي الأخرى تشهد ضغوطًا متزايدة على البنية التحتية، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السكن نتيجة الطلب المتزايد  .

منذ نحو 30 عاما وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير، ما تزال النقاشات والتوصيات المبادرات تتوالى دون انقطاع، لكن دون أن تؤثر في أزمة السكن في كتالونيا والتي تبدو كأنها تتفاقم كل سنة. تُظهر الدراسات والمواقف الرسمية أن الحلول المقترحة غالبًا ما تكون غير فعّالة أو تفتقر إلى التنفيذ الحازم، مما يعمّق من تعقيد المشكلة ويزيد من تأثيرها السلبي على السكان.

Tags: العقارات والمنازل, تحقيق, عالم الاعمال

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

فاحشو الثراء الأجانب والبدو الرقميون يعززون سوق العقارات الفاخرة في كوستا برافا
جفاف وفيضانات، رؤساء جدد وقدامى، وعفو للبعض دون الآخرين: نظرة على كتالونيا في 2024