2024/12/29
شهد عام 2024 في كتالونيا سلسلة من الأحداث البارزة التي جمعت بين الأزمات البيئية، التغيرات السياسية الكبرى، والإنجازات الرياضية والثقافية. من الجفاف والفيضانات المدمرة إلى انتخاب حكومة اشتراكية جديدة وعودة كارس بوغديمونت بشكل مؤقت، نستعرض أبرز محطات هذا العام.
الأزمة المناخية: بين الجفاف والفيضانات
افتتح عام 2024 بأزمة جفاف غير مسبوقة اعتبرها الرئيس آنذاك، بيري أراغونيس، “الأسوأ منذ قرن“. في الأول من فبراير، أعلنت حكومة كتالونيا حالة الطوارئ في نظام “تير–لوبرغات” الذي يمد 6 ملايين شخص بالمياه. تسببت هذه الأزمة في فرض قيود شملت أكثر من 200 بلدية، من ضمنها برشلونة، وحظر ملء أحواض السباحة.
بحلول الربيع، ساهمت الأمطار الغزيرة في تخفيف الأزمة، لكن بحلول أكتوبر، ضربت عاصفة “دانا” المنطقة، مسببة فيضانات مدمرة أودت بحياة أكثر من 220 شخصًا في فالنسيا وتأثرت بها كتالونيا بشدة. بلغ معدل هطول الأمطار في أسبوعين ما لم تشهده المنطقة منذ عاصفة “غلوريا” في يناير 2020. أما درجات الحرارة، فقد شهدت مستويات قياسية تجاوزت 40 درجة مئوية في يوليو، مما تسبب في وفاة 73 شخصًا نتيجة الإجهاد الحراري.
السياسة: حكومة اشتراكية جديدة وعودة بوغديمونت
في الانتخابات الكتالونية التي جرت في 12 مايو، حقق الحزب الاشتراكي فوزًا كبيرًا، حيث حصل على 42 مقعدًا من أصل 135. وفي 8 أغسطس، تم انتخاب سالفادور إيلا رئيسًا للحكومة، ليصبح أول رئيس مؤيد للوحدة الإسبانية منذ عام 2010. وعد إيلا بحكم يمثل جميع الكتالونيين. لكن الحدث الأبرز في أغسطس كان عودة الرئيس السابق كارس بوغديمونت من منفاه بعد سبع سنوات. ورغم استقباله الحافل في برشلونة، غادر سريعًا هاربًا من السلطات الإسبانية ليظهر لاحقًا في بلجيكا، مما أثار تساؤلات حول تنفيذ قانون العفو الصادر في يونيو.
الأزمات الاجتماعية: أزمة السكن والاحتجاجات
استمرت أزمة السكن في تصدر المشهد خلال العام. في نوفمبر، خرجت تظاهرة كبرى في برشلونة، وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ كتالونيا بخصوص الإسكان، حيث شارك فيها 170,000 شخص وفقًا للمنظمين. وعلى الرغم من تطبيق سقف للإيجارات في 140 بلدية، إلا أن الأزمة لا تزال تؤرق السكان.
كما شهد العام احتجاجات مناهضة للسياحة في يوليو، تضمنت رش سياح بمسدسات مائية، كرمز للاعتراض على الأثر السلبي للسياحة على المساكن والبيئة.
الثقافة والرياضة: إنجازات لامعة
كان عام 2024 عامًا استثنائيًا للسينما الكتالونية، حيث جذبت الأفلام الناطقة باللغة الكتالونية أكثر من 700,000 مشاهد، وهو الرقم الأعلى منذ 2003. حقق فيلم “الـ47″ نجاحًا كبيرًا، ليصبح الأكثر مشاهدة خلال الأربعين عامًا الأخيرة.
أما في الرياضة، فقد تألق لامين يامال، الموهبة الكتالونية الصاعدة، في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، مسجلًا هدفًا تاريخيًا. وعلى صعيد الأندية، حقق نادي جيرونا إنجازًا تاريخيًا بتأهله لأول مرة لدوري أبطال أوروبا، بينما واصل فريق برشلونة النسائي سيطرته بفوزه بدوري أبطال أوروبا.
وداعًا ماريا برانياس
اختتم العام بخسارة ماريا برانياس، أكبر معمرة في العالم، التي توفيت في أغسطس عن عمر يناهز 117 عامًا. عاشت برانياس حياة استثنائية امتدت عبر حروب وأوبئة، وكانت رمزًا للصمود والعيش الطويل.
المصادر:
-
- بيانات Meteocat حول معدلات الأمطار والفيضانات.
- نتائج الانتخابات الكتالونية من الموقع الرسمي للبرلمان الكتالوني.
- أرقام مشاركي مظاهرات السكن من تقارير الشرطة والمنظمين (مثلاً، بيانات من المجلس البلدي لبرشلونة).








