- صمم ونفذّ أهم أيقونات برشلونة المعمارية
- العديد من أعماله تحولت إلى متاحف تم إِدراجُها على قائمة اليونسكو للتراث العالميّ
2022/06/10
إعداد: عروة سكيف
قبل 96 عاما في مثل هذا اليوم 10 حزيران/ يونيو، توفي المهندس المعماري أنتوني غاودي عن 73عاما، ابن كتالونيا وأحد أَيقُوناتِها، والذي يُعَدُّ مِن أشهر مهندسي العمارة في العصر الحديث.
أَطلق على غاودي لَقَبَ مِعمَاريّ الإِلَه، وهُناكَ دَعَواتٌ لرسمه قديساً، كما تمَّ اختيار مَلامِحه لتمثيل القديس فيليب نيري في لوحات ممر كنيسة القديس فيليب نيري في برشلونة.
“لَقَد مَنَحْنَا هذا اللَّقَب الأكاديميّ إمَّا لِأَحْمَقٍ أو لِعَبقَريّ. سَيَكشِف الزَّمَن ذَلك.”
درس غاودي العمارة في مدرسة Llotja ومدرسة برشلونة العليا للهندسة المعمارية، حيث تخرج عام 1878.
ولتمويل دراسته، عمل كمصمم لدى العديد من المهندسين المعماريين والمنشآت مثل Leandre Serrallach، جوان مارتوريل، إيميلي سالا كورتيس، Francisco de Paula del Villar y Lozano وJosep Fontserè.
بالإضافة إلى دراسة الهندسة المعمارية، درس الفرنسية، التاريخ، الاقتصاد، الفلسفة وعلم الجمال. كانت درجاته متوسطة وأحياناً كان يرسب بالامتحانات.
وقال إلياس روجينت Elies Rogent مدير مدرسة الهندسة المعمارية في برشلونة عندما سلمه شهادة التخرّج: “لقد أعطينا هذا اللقب الأكاديمي إما لأحمق أو لعبقري، سيظهر الزمن ذلك”.

وأثبت المستقبل فعلاً أنّه عبقريٌّ، وربما غريب الأطوار بِذَاتِ الوَقت. فبِالرُّغمِ من حُصُولِه على جوائز عديدة عَن أعمَاله الهندسية المُتميّزة، ماتَ غاودي بِشَكلٍ تراجيديّ كالمُتَسَوِّلين!
ففي 7 حزيران/يونيو عام 1926، كانَ غاودي في طريقهِ سَيراً على الأقدام إلى كنيسة القديس فيليب نيري لتأدية صلواته. وبينما كان يَعبُر أحد الشّوارع المَعروفة في وسط مدينة برشلونة (41°23’37.0″N 2°10’25.9″E) صَدَمَهُ الترام وَرَمَاهُ أرضاً. وبِسبَب مَظهَره البائس وثيابه المُهترئة، اعتقدَ المَارّة أنَّه أحد المُتسوّلين. تَأخّرَ إِسعافُه وعلى إِثْرِهَا فَارَقَ الحَيَاة في مشفى Santa Creu بَعدْ بِثَلاثَةِ أيّامٍ مِنَ الحادِث عن عُمرٍ نَاهَزَ الـ 73عام
تَجَمهَرَ حَشدٌ كبيرٌ لِتَوديعِهِ ودَفنِهِ في أحد سَرَاديب الساغرادا فاميليا. وهُناكَ يَرقُدْ بِسَلام الآن “نَمُوذَج الحَياة”، إلهُ العَمارةِ الكَتلانيّ، أنتوني غاودي.
هل كَانَ أنتوني غاودي شَخصاً عاديّاً أم عقبريا رائدا؟
غاودي الذي وُلِدَ في 25 شهر حزيران/ جون العام 1852 وتوفّى في 10 من ذات الشّهر من العام 1926. يُعَدُّ واحِداً مِن أشهر مهندسي العمارة في العصر الحديث. فَسبعةٌ من أعمَالِه تَمَّ إِدراجُها على قائمة اليونسكو للتراث العالميّ.
| SAGRADA FAMILIA | 1 |
| PARQUE GÜELL | 2 |
| PALACIO GÜELL | 3 |
| COLONIA GÜELL. | 4 |
| CASA MILA | 5 |
| CASA VICENS | 6 |
| CASA BATLLÓ | 7 |

كانَ لَدى غاودي تقديرٌ عَميق لِأَرضِ وَطَنِه وَفَخرٌ كبير بتراثهِ المُتوسِّطيّ. وكانَ يَعتَقِد أنَّ شُعوب البحر المتوسِّط موهوبون بالإبداع والأصالة إضافة إلى ذوق فطري بالفن والتصميم.
عَشِقَ غاودي الطبيعة لحدّ الجّنون، فَجَسَّدها بِمعظم أعماله.

وابتَعَدَ قَدْر المُستَطَاع عن الخُطوط المُستَقيمة والزّوايا. عِوَضاً عن ذلك، اسْتَخدَمَ المُنحَنيات والجّدران المائلة. وأدخل رموز الطّبيعة من أشجارٍ وحيواناتٍ في أعماله، بالإضافة طبعاً لمَوهبتهِ المميّزة بإطاعة الحديد الصّلب ونَحت الخشب واستخدام الزُّجاج الملوّن لإضفاء لمَسَاته الغريبة والخياليّة. فيَستحيل أن يَمُرّ أحدهم مرور الكرام بِقُربِ أيٍّ من أعمالهِ دونَ أن يتوقف ليُشاهِد بدهشةٍ هذه التحف التي تبدو وكأنّها من عالم آخر تماماً، عالم يملأه السّحر والخيال والألوان وتمازج الحجر بالطبيعة.

لم يتزوّج غاودي مُطلقاً. فقد كَرّسَ حياتَهُ لِمِهنَتهِ بشكلٍ كامل. لجأ إلى السَّلام الدّاخليّ العميق الذي مَنحَهُ إيِّاه إيمانه الكاثوليكي، وخصوصاً بانضِمامِه إلى العديد من الجّمعيات الدينيّة ونشاطِه في الأعمال الكنسيّة.
وعندما ماتَ العديد من أصدقاء غاودي وأقاربه. تحول إلى نوع من الزُّهد في سنواته الأخيرة مكرّساً نفسه بالكلّية في عام 1915 لِبِنَاء كاثدرائيّة الفُقراء (العائلة المقدّسة SAGRADA FAMILIA).
إذ وَجَدَ في عَمَله هذا ملاذاً لنسيان مآسيه. وقد اعترفَ غاودي لِمُعاونيه قائلاً:
“لقد مات أصدقائي الأعزاء؛ ليس لديّ عائلة أو زبائن، لا ثروة ولا أي شيء. الآن أستطيع أن أُكرّس نفسي تماماً للكنيسة.”
ومِن حِينها رَسَمَ غاودي نِهايَتَهُ التراجيديّة بِيَدِه. أَهمَل مَظهَره الخارِجيّ وصب جام اهتمامه لبناء الكنيسة.
كنيسة العائلة المقدّسة SAGRADA FAMILIA التي تعد واحدة من أكثر الوجهات السياحية زيارة في كتالونيا، ما زلت تحت البناء، ويتوقع أن تنتهي ورشة البناء التي تمول فقط بتبرعات المؤمنين وزيارات السياح في عام 2026 بعد قرن على وفاة المهندس المعماري الشهير.









1 تعليق واحد. Leave new
مهندس رائع أبدع في كل شي رحمه الله
احسنت النشر