2025/03/30
أبدى موريسي لوسينا، رئيس مجلس إدارة شركة “آينا” التي تدير مطارات إسبانيا، استعداداً لإدخال تعديلات على مقترح توسعة المدرج الثالث لمطار برشلونة-إل برات، بما في ذلك تقليص طول التوسعة من 500 متر إلى مسافة أقل، وذلك في محاولة لتجنب التأثير على منطقة لا ريكاردا المُصنفة ضمن شبكة “ناتورا 2000” المحمية بيئياً. جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى “فوروس دي فانغوارديا” ببرشلونة الأسبوع الجاري، بحضور نخبة من القادة الاقتصاديين والسياسيين الكتالونيين والإسبان.
مشروع التوسعة و”الحل الوسط”
أكد لوسينا أن توسعة المدرج نحو البحر تظل “الحل الأكثر جدوى” لزيادة قدرة المطار على استيعاب رحلات الطويلة المدى، لكنه أشار إلى إمكانية تقليص طول التوسعة لتجنب المساس ببحيرة لا ريكاردا، التي أصبحت رمزاً للمعارضين بسبب قيمتها البيئية. وذكر أن هذا الحل يتطلب موافقة المفوضية الأوروبية وتعويضات بيئية كبيرة، مشيراً إلى أن الاستثمار الإجمالي قد يتجاوز الآن 2 مليار يورو، بزيادة 300 مليون عن التقديرات الأولية
وحذر لوسينا من خطر تهميش كتالونيا في موجة الاستثمارات الكبرى التي تشهدها مطارات إسبانيا، مثل مدريد-باراخاس (الذي يستحوذ على استثمارات بقيمة 2.4 مليار يورو)، وأليكانتي، وفالنسيا، وبيلباو. وأوضح أن أي تأخير في اتخاذ القرار قد يؤخر الانتهاء من الأعمال حتى 2034-2035، بعد إتمام الإجراءات البيئية التي قد تستغرق عامين ونصف
شدد على أن القرار النهائي بشأن التوسعة يعود للحكومتين المركزية في مدريد وبرشلونة، اللتين تعملان ضمن “طاولة تقنية مشتركة”. كما أبدى ثقته في قدرة رئيس حكومة كتالونيا، سالفادور إيلا، على تقديم مقترح توافقي، رغم التأخيرات الحالية. وأكد أن التمويل سيأتي من رسوم الشركات العاملة بالمطار، وليس من الميزانية العامة للدولة.
رداً على انتقادات شركة “رايان إير”، أوضح لوسينا أن رسوم المطار تظل “من الأقل في أوروبا”، معتبراً أن التعويضات البيئية المطلوبة من بروكسل “ستُحل”. كما نفى أن يشكل شراء وزارة الثقافة (التي يسيطر عليها حزب “سومار”) لعقار غوميس عائقاً أمام المشروع.
خلفية الأزمة
تعود الجدالات حول توسعة إل برات إلى خمس سنوات، وسط انقسام بين مؤيدين يرون في المشروع فرصة لتعزيز مكانة برشلونة كمركز لوجستي دولي، ومعارضين يُحذرون من كلفته البيئية. يذكر أن المطار استقبل عام 2024 أكثر من 52 مليون مسافر، مقترباً من طاقته القصوى البالغة 55 مليوناً.
يتوقع أن تقدم حكومة إيلا مقترحها النهائي في الأسابيع المقبلة، وسط ضغوط لعدم إضاعة المزيد من الوقت، خاصة مع تسارع وتيرة مشاريع البنى التحتية في عموم أوروبا.
يُظهر الموقف المرن لـ”آينا” محاولة لتجاوز الجمود السياسي والبيئي، لكن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، في قضية قد تُحدد موقع كتالونيا في الخريطة الجوية الأوروبية لعقود قادمة.
كتالونيا بالعربي، لافنغوارديا، إس ان بي بزنس








