بقلم: الشاعر والإعلامي هاني نديم
في ذكرى مولد هذا المهووس، سلفادور دالي، أحد كبار النرجسيين والمخابيل العباقرة في التاريخ، الصادم في كل ما يفعل، السوريالي الذي حينما طرده أندريه بريتون من الحركة السوريالية قال: لا يمكنك طردي. فأنا السوريالية! نعم هو كذلك هو سيد ما فوق الواقعية، المهووس بالشهرة والأضواء. والذي استخدم حتى نفسه وشكله وجنونه في أعمال مفاهيمية ولعله أول من أخذ سيلفي في العالم.
جشِع الدولارات كما وصفه بريتون قال: المال؟ ما المال بالنسبة لدالي، إنه وفير كالخراء بالنسبة إلى مصاب بالإسهال.
النرجسي كتب حتى مذكراته تحت عنوان: “يوميات عبقري” وكتب فيلما اسمه الكلب الأندلسي، ما زال إلى اليوم ضمن مراجعات النقاد في عنوانه ومتنه المليء بالخراب البصري، كما أنه لا يشير متنه إلى عنوانه على الإطلاق. فلا كلاب ولا أندلس، بل جثث حمير حول بيانو إلى جانب نمل كثير على يد بشرية والكثير من الأضغاث والتهيؤات.
يعزو دالي حبه للترف والذهب إلى أصوله المغربية كما يقول المتميز بشاربه “المزروع” واللامع.
حاضر في كلية في لندن على هامش أحد معارضه وهو يرتدي بدلة غوص وخوذة غواص. لقد وصل حاملاً عصا بلياردو ويقود زوجاً من الكلاب الروسية وكان عليه أن يفك الخوذة بينما كان يلهث لالتقاط أنفاسه. وعلق قائلاً: “أردت فقط أن أظهر أنني كنت أغوص بعمق في العقل البشري”.
المهووس الأكبر في التاريخ البشري على حد بريتون أيضاً، أحببته أم لم تحبه، بسيرته المربكة وتصرفاته المختلة، ترك علامةً فارقة وفتح آفاقاً لم تكن لولاه.
في الصور نماذج من استعماله نفسه في أعمال مفاهيمية وفنية و(إعلانية). من أرشيف هاني نديم.












